المرارة هي العضو المسؤول عن تخزين العصارة الصفراوية المساعدة في عملية الهضم، ورغم أهمية هذا العضو فإننا نلجأ لاستئصاله في بعض الأحيان من خلال عملية استئصال المرارة بالمنظار أو الجراحة التقليدية لحماية المريض من خطر التعرض لمضاعفات خطيرة، أو للتقليل من حدّة الأعراض التي يعاني منها بسبب وجود مشكلة في هذا العضو (المرارة).

ما هي عملية استئصال المرارة؟ ومتى نلجأ لها؟ وما هي طرق إجرائها؟ وما هي مميزات استخدام المنظار في استئصال المرارة؟ وكم مدة عملية استئصال المرارة بالمنظار؟ وما هي مضاعفات هذه العملية؟ وهل يمكن التغلب عليها؟ يجيبنا الدكتور محمد نصر الشاذلي -استشاري جراحات السمنة والمناظير- عن جميع هذه التساؤلات من خلال السطور القادمة.

عملية استئصال المرارة

عملية استئصال المرارة هي عملية تهدف إلى إزالة هذا العضو من الجسم عن طريق عملية تُجرى بالمنظار أو الجراحة التقليدية، وذلك بعد تضرر هذا العضو وتسببه في عدة أضرار في جسم المريض، بحيث يكون بقاء المرارة في الجسم متسببًا في زيادة هذه المضاعفات أو مؤثرًا بصورة كبيرة على نمط حياة المريض.

متى نلجأ لـ عملية استئصال المرارة؟

كما وضحنا سابقًا، إن المرارة هي عضو له أهمية كبيرة، ولكننا قد نضطر إلى استئصاله حال تسببه في ضرر بالغ بالجسم. وعادة ما نلجأ إلى هذه العملية في الحالات التالية:

  • الإصابة بحصوات المرارة (وهي مشكلة تحدث نتيجة زيادة تركيز الكولسترول المكوّن للعصارة الصفراوية).
  • ايضًا وجود حصوات في القنوات المرارية.
  • حدوث التهاب في المرارة، إما نتيجة الحصوات، أو نتيجة الإصابة بالعدوى.
  • التهابات البنكرياس الناتجة عن حصوات المرارة.

طريقة إجراء العملية

يعتبر استئصال المرارة من الإجراءات الشائعة، ففي 80% من الحالات المصابة بحصوات المرارة يصل الأمر في النهاية إلى إجراء عملية استئصال المرارة لحمايتهم من المضاعفات الخطيرة لهذه المشكلة.

وتُجرى عمليات استئصال المرارة إما بالمنظار أو بالجراحة التقليدية، وفيما يلي سنتعرف على ذلك تفصيليًا.

عملية استئصال المرارة بالمنظار

تُجرى هذه العملية عن طريق 4 أو 5 فتحات صغيرة في البطن، حيث يتم إدخال المنظار والأدوات الجراحية المساعدة. وليتمكّن الطبيب من الرؤية جيدًا واستئصال المرارة دون الإضرار بأي من الأنسجة المجاورة.. يتم نفخ البطن بالغاز لزيادة وضوح الرؤية عبر المنظار.

ويفصل الطبيب القنوات المرارية عن المرارة، ومن ثم يستأصل المرارة بحذر شديد حتى لا يصيب أيًا من الأنسجة المجاورة، كالكبد والأمعاء.

وبعد استئصال المرارة يتم إخراجها من الجسم عبر أحد هذه الفتحات، ومن ثم يقوم الطبيب بإغلاق هذه الفتحات بالخيوط التجميلية.

/vc_column_text]

أو يمكنك التواصل معنا مباشرة عن طريق الهاتف أو الواتساب من هنا

التواصل بالهاتفالتواصل بالواتساب

مدة عملية استئصال المرارة بالمنظار

إن عملية المرارة بالمنظار لا تستغرق وقتًا كثيرًا، فخلال 15 إلى 30 دقيقة يكون الطبيب قد انتهى من فصل استئصال المرارة وإخراجها خارج الجسم وخياطة الثقوب أو الفتحات الجراحية الصغيرة التي تم إدخال المنظار والأدوات المساعدة من خلالها.

مميزات عملية استئصال المرارة بالمنظار

هناك العديد من المميزات لعملية المرارة بالمنظار، على رأسها:

  • تقليل نسبة التعرض لمضاعفات العملية وما بعدها.
  • سرعة إجراء العملية.
  • إمكانية إجرائها تحت تأثير التخدير النصفي (في بعض الحالات التي تحتاج إلى ذلك).
  • عدم وجود ندوب جراحية على سطح الجلد.
  • سرعة التعافي والعودة إلى المنزل في نفس اليوم الذي خضع فيه المريض للجراحة.
  • يعتبر سعر عملية المرارة بالمنظار غير مرتفع، وخاصة مع الدكتور محمد نصر الشاذلي.

عملية استئصال المرارة بالجراحة التقليدية

يعتبر إجراء عملية إزالة المرارة بالجراحة التقليدية قديمًا، فبعد تطور تقنية المنظار لم يعد هناك حاجة إلى إجراء العملية بواسطة الجراحة المفتوحة التي يوجد لها الكثير من المضاعفات إذا ما قورنت بجراحة المنظار.

وفي هذه العملية يقوم الطبيب بعمل شق جراي كبير في البطن، ومن ثم يقوم بفصل المرارة عن الأنسجة المجاورة لها وإزالتها خارج الجسم.

مضاعفات عملية استئصال المرارة

بالرغم من أن عملية استئصال المرارة هي واحدة من أأمن العمليات التي باتت تُجرى في وقتنا الحالي، إلا أن ذلك لا يعني أنه لا يوجد احتمالية للإصابة بالمضاعفات أثناء العملية أو بعدها.

فهناك مضاعفات قد تحدث أثناء الجراحة نفسها، وذلك مثل:

  • مضاعفات التخدير، وذلك حول كون المريض يعاني من حساسية تجاه أحد المواد المستخدمة في التخدير.
  • إصابة عضو من الأعضاء المجاورة للمرارة، فمن الممكن أن يصاب الكبد أو الأمعاء أثناء دخول المنظار والأدوات الجراحية الأخرى.
  • تسرب العصارة الصفراوية أو انسداد القنوات المرارية.
  • إصابة الأوعية الدموية والتعرض للنزيف.
  •  يمكن الإصابة بالعدوى نتيجة عدم التعقيم الجيد.

التعافي بعد عملية استئصال المرارة

إن استئصال المرارة هو إجراء بسيط، ولكن يحتاج إلى فترة نقاهة تتراوح ما بين 4 إلى 6 أسابيع، يجب أن يحصل فيها المريض على قسطٍ كافٍ من الراحة، ويلتزم بما يصفه الطبيب من نصائح بعد عملية المرارة، وذلك مثل تجنب الأطعمة الدسمة، والامتناع عن التدخين، وتنظيف الجروح جيدًا، وتناول الأدوية الموصوفة في مواعيدها المحددة.

كما يجب على المريض استشارة الطبيب فورًا إذا ما ظهرت عليه أي أعراض غير طبيعية، مثل الحمّى أو الشعور بالغثيان والقيء.

وقد ساهمت تقنية المنظار في تقليل الفترة التي يمكن للمريض أن يعود بعدها لممارسة حياته الطبيعية،

إذ يمكنه أن يعود إلى العمل مع تمام الأسبوع الأول أو الثاني من إجراء العملية.

ويبدأ المريض في الالتزام بالتعليمات الموصوفة خلال فترة التعافي بداية من اليوم الذي يخرج فيه من المستشفى.

متى يعود المريض إلى منزله ؟

أوضحنا سابقًا أن عملية المرارة إذا ما أجريت بالمنظار فإنها تستغرق حوالي 10 إلى 30 دقيقة،

ونشير إلى أنه يمكن للمريض أن يعود إلى منزله في نفس اليوم بعد التأكد من سلامة العلامات الحيوية لديه.

أما المريض الذي خضع للجراحة المفتوحة فإنه يحتاج من يومين إلى ثلاثة حتى يتمكّن من العودة إلى منزله.

نتائج عملية استئصال المرارة

إن أهم نتيجة من نتائج عملية المرارة هي تعافي المريض من الأعراض والمضاعفات المزعجة التي كان يعانيها خلال فترة الإصابة بحصوات المرارة أو التهاب المرارة.

إذ تختفي جميع هذه الأعراض بعد إجراء العملية، ولكن قد يشعر المريض بالألم في منطقة البطن، ولكن ذلك طبيعي بعد أي جراحة في البطن.

وقد يعاني بعض المرضى أيضًا من الإمساك أو الإسهال، وخاصة بعد تناول الطعام،

ولكن هذا العرض يختفي تدريجيًا حالما يتأقلم الجسم مع الوضع الجديد بعد استئصال المرارة.

ما هو نمط الحياة بعد العملية ؟

يأتي هذا السؤال بالتوازي مع سؤال آخر، وهو: “هل يستطيع المريض العيش بدون مرارة؟”، إذ إننا وضحنا في بداية المقالة أن المرارة هي المخزن الرئيسي للعصارة الصفراوية المساعدة على الهضم، فكيف تتم عملية الهضم بعد استئصالها؟

بالطبع تتأثر عملية الهضم بعد استئصال المرارة، ولكن يظل الكبد يفرز العصارة المساعدة على الهضم، ولكن لن تكون عملية الهضم بنفس الكفاءة السابقة، ولذا يحتاج المريض أن يقلل أو يمتنع عن تناول الأطعمة الدسمة الغنية بالدهون لمساعدة الجسم في هضم الطعام، إذ إن الدهون هي من أصعب ما يتم هضمه داخل المعدة.

وللمزيد من الاستفسارات عن هذه العملية أو ما يخص عمليات مناظير الجهاز الهضمي والسمنة يمكنكم التواصل مع الدكتور محمد الشاذليافضل دكتور جراحة سمنه في مصر– عبر الأرقام الموضّحة على الموقع الإلكتروني.